الأطفال هم أكثر الفئات هشاشة في أوقات الأزمات، لكنهم أيضًا الأكثر قدرة على النهوض إذا وُجد من يمد لهم يد العون. هنا يظهر دور المتطوعين، الذين يمكن أن يكونوا حجر الأساس في تغيير مستقبل هؤلاء الصغار، ليس بالمال وحده، بل بالعطاء الإنساني، بالكلمة الطيبة، وبإتاحة فرصة للتعلّم والنمو.

المتطوع عندما يعلّم طفلًا حروفه الأولى أو يساعده في فهم درس صعب، فإنه لا يمنحه المعرفة فحسب، بل يزرع داخله الثقة ويعطيه الإحساس بأنه قادر على النجاح مثل غيره. وعندما ينظم المتطوع نشاطًا ترفيهيًا أو جلسة دعم نفسي، فهو يخفف من آثار الحرب واللجوء، ويعيد إلى قلب الطفل شيئًا من الطمأنينة التي افتقدها.

وقد رفع الإسلام من قيمة العلم والعطاء معًا، قال الله تعالى:
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: 9)،
ليؤكد أن العلم هو ما يرفع الإنسان ويمنحه القيمة.

وقال رسول الله ﷺ:
“من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة” (رواه مسلم)،
ليبين أن نشر العلم وتعليمه من أعظم القُربات.

المتطوعون ليسوا مجرد مساعدين عابرين، بل هم صُنّاع مستقبل. فكل ساعة تطوع هي بذرة في أرض خصبة، قد تنمو يومًا ما لتصبح شجرة علم وأمل تغير حياة طفل، بل ومجتمع بأكمله.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *