بين خيام باردة وأزقة ضيقة يفتقد فيها الأطفال أبسط مقومات الحياة، يظل التعليم المجاني نافذة النور الوحيدة التي تفتح أمامهم طريقًا نحو الأمل. هؤلاء الأطفال لم يختاروا اللجوء، لكنهم يواجهون نتائجه يوميًا، وإذا حُرموا من التعليم، فإنهم يواجهون مستقبلًا غامضًا مليئًا بالجهل والتهميش.
التعليم المجاني في المخيمات لا يقتصر على منح الكتب والدفاتر، بل هو رسالة تقول لهؤلاء الصغار: “أنتم تستحقون فرصة متساوية كبقية أطفال العالم”. ويمنحهم مساحة آمنة للتعلم والنمو. كما أن التعليم يزرع في نفوس الأطفال الثقة بأن المستقبل قد يحمل ما هو أفضل، ويمنح العائلات السورية شعورًا بأن أبناءهم لا يضيعون وسط دوامة الحرب واللجوء. كل صف دراسي مجاني هو بمثابة استثمار في جيل جديد قادر على التفكير، الإبداع، والمشاركة في إعادة بناء وطنه عندما يحين الوقت.
إن التعليم المجاني ليس خيارًا ثانويًا، بل هو شريان حياة لأطفال المخيمات السورية. إنه الحد الفاصل بين جيل ضائع وجيل قادر على تحويل المعاناة إلى قوة، واليأس إلى أمل، واللجوء إلى بداية جديدة.